حفل اشهار ديوان الشاعر الراحل نايف الهريس " لمن الديار" في المكتبة الوطنية .

برعاية مدير عام المكتبة الوطنية الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة استضافت المكتبة الوطنية أمس الإثنين 23/1/2023 وبالتعاون مع جمعية سماء الثقافة ونادي الهريس الثقافي كل من الأستاذة هيام ضمرة والأستاذ فوزي الخطبا والأستاذ محمود إبراهيم لحفل اشهار ديوان الراحل نايف الهريس بعنوان " لمن الديار وأدار الحفل الأستاذ نضال برقان.

قالت ضمرة ان القصيدة عند الهريس عبارة عن محفل لغوي استعراضي يتفوق على كل عناصر الشعر وميزاته الفنية في يقينه الشعري ، وله احساس خاص عميق باللغة لا تخاتله الهشاشة .

وبينت ان اللغة الشعرية لدى الشاعركانت في حالة تسارع بتحقيق الجودة مما يوضح تنامي ملكته الشعرية من خلال تشكيلاته اللغوية ووضوح الصورة الشعرية متكئاً على لغة خادمة لفنه الأدبي من خلال توظيفه للمفردات المتنوعة التي تربط القديم بالحديث ، وأضافت الى ان اختيار الشاعر لفاتحة ديوانه قصيدة " معين القرآن" على بحره الشعري الجديد البيسان يؤكد انتماؤه الديني في مجمل حياته وفي مبادئه العامة .

وأشارت الى الفكر التنويري الواعي الذي امتلكه الشاعر على شاكلة ما تتنادى به الهيئات الدولية بل بقدر ما تتطلبه المصلحة في طبيعة الفكر العروبي العام بمحافظته على الروابط الفكرية العروبية الجامعة للإنتماء العربي من خلال الشعوب فتجلى بشعره الوطنية الواعية الزاخرة بمعاني الولاء والإنتماء والوفاء للأوطان .

قال الخطبا ان الشاعر صاحب تجربة شعرية فذة مدهشة وصاحب مشروع شعري أصيل وخبرة ودراية شعرية ذات زخم ولغة رصينة ، وقد تطرق الشاعر في ديوانه معظم أغراض الشعر العربي الحديث من حكمة وغزل ومديح ووصف .

وبين ان الشاعر صاحب نزعة إنسانية أصيلة يكتب عن العدالة والحرية وكرامة الإنسان وحب الإنسانية والسلام والتعايش السلمي ويسطر في ديوانه لمن الديار ملحمة شعرية عن النكبة الفلسطينية ومراحلها ، من خلال تلاحم الصورة مع المعاني وتناغم إيقاعي وتآلف بين الجمل والخواتم باسلوب بلاغي مدهش ومعاني متدفقة ومهارة في إيقاع الكلمات المناسبة المشبعة بروح البلاغة والتشكيل اللفظي .

قال برقان ان الهويةَ العربية غايةً ساميةً تحضر في جلّ أشعاره، والتراثَ الأصيلَ ركنًا رئيسًا من أركان قصيدته، أما اللغةُ العربيةُ فكانت حبيبَتَه، التي ما برح يتغزّل بها في كلّ محفل.

وبين ان الديوان يتضم (ستا وستين) قصيدة، كُتِبت جلّها على بحر (البيسان)، وكُتِب جزء منها على البحور الخليلية الشائعة (البسيط، الكامل، الخفيف..)، في حين كُتِب جزء آخر على البحور المهملة في المدونة الشعرية العربية (المطرد، المتئد..)، ويعكس هذا التنوع في استخدام البحور مَلَكَةً شعرية متميزة لدى الهريس، تمكّنه من التحليق بخفّة في فضاءات الشعرية العربية، ويجسّد هذا التنوع انحياز الهريس إلى فكرة إحياء ما هو مهمل وغير دارج في التراث العربي، وجعله سائرا ودارجا بين الناس، وهي فكرة أصيلة ومركزية في تجربة الهريس الشعرية، الذي ما انفك يوظّف المفردات غير المستعملة في قصائده من أجل إحيائها، ونفض غبار الزمن عنها، وإعادة الألق إليها من جديد .

وفي نهاية الحفل قرأ إبراهيم قصيدة رثاء بالشاعر الراحل الهريس بعنوان " ومضى الى الخلد " وقصيدة أخرى كانت الأقرب الى قلب الراحل بعنوان "الوطن"

 


كيف تقيم محتوى الصفحة؟