استضافت المكتبة الوطنية مساء أمس الأربعاء 22/10/2025 الكاتبة مريم خليفة لحفل اشهار كتابها " وحدي وظلي " وشارك في الحديث عن الكتاب الأستاذ محمد الجبور والأستاذة منال العبادي وأدار الحوار الأستاذ شادي العلاوي.
قالت العبادي ان العنوان يمثل عتبة نصية تختزل عالم المجموعة الشعرية برمته وتحمل في طياتها إمكانات دلالية غنية تستدعي التأويل فكلمتان تشكلان عالماً كاملاً من الدلالات ، وأضافت ان الكاتبة تشكل في مجموعتها عالماً شعرياً مكثفاً تستضر فيه أعمق المشاعر الإنسانية من حب واشتياق وألم وطني وصراع ذاتي وتتميز لغتها بالبساطة والعفوية لكنها تحمل في طياتها عمقاً وجودياً فهي تستخدم تشبيهات وصوراً بلاغية موحية مما يضفي على النص بعداً شعرياً ملموساً.
من جانبه قال الجبور ان الكاتبة تقف على تخوم الذات تكتب بحبر من وجع ممزوج باليقين وتغزل من الوحدة نسيجاً من حنين وعناد واحتراق نبيل نصوصها النثرية ليست بوحاً عابراً بل مسافة بين روح تبحث عن مأوى وظل يحاول أن يكون لها وطناً ، وتتجلى الذات في حوارها السرمدي مع انعكاسها حيث لا يكون الظل مجرد امتداد جسدي بل مرآة روحية تسائل وتعاتب وتواسي.
وبين ان اللغة في كتابها تنساب كجدول من الحنين تتخللها ومضات تمرد على العزلة وعلى صمت الظل الذي لا يجيب إلا حين يستفز ، والجمل تتراقص بين الايقاع الداخلي والتكثيف الشعري فتغدو كل فقرة كأنها بيت من قصيدة نثر يقطر وجعاً أو رجاءفلغتها تفيض بالعاطفة والنبض الداخلي ، فالكتاب ليس مجرد مجموعة خواطر بل عمل نثري وجداني يزاوج بين الشاعرية والاعتراف ، كما يستند إلى اسلوب النثر الفني الذي يقف عند تخوم الشعر الحر إذ تتخلله التكرارات الموسيقية والجمل الموزونة عاطفياً لا عروضياً مما يمنحه موسيقى داخلية تنبع من حرارة الاحساس لا من إيقاع الوزن على الرغم من غياب الوزن الشعري .