مقدّمة: خلفية المشروع ومبرراته

يصادف عام 2021م مرور مئة عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، وتتضمن احتفالية المملكة بهذه المناسبة إنجاز عدد من المشروعات الثقافية الكبرى التي تتناسب مع أهمية هذه المناسبة وترقى إلى مستوى الاحتفال بها.

تعد دائرة المكتبة الوطنية من المؤسسات الرائدة في مجال حصر الإنتاج الفكري الأردني وإتاحتة والمحافظة عليه بكل أشكاله للباحثين والمستفيدين داخل المملكة وخارجها. وانطلاقاً من الإحساس بالحاجة الى تأسيس الفهرس الأردني الموحد، ونتيجةً لإدراك المكتبة الوطنية لدورها الوطني في حصر موجودات المكتبات في الأردن ورسم خريطة تبيّن موجودات هذه المكتبات من أجل المساعدة في الوصول إليها، تشكّلت اللجنة العليا لبحث هذا الموضوع والعمل مع المعنيّين في كل المؤسسات الأردنية لإخراج هذا العمل إلى حيز الوجود ليكون أحد منتجات المكتبة الوطنية ومساهماتها في المئوية الأردنية.

يعرف الفهرس الأردني الموحد على أنّه المظلة التي تضمّ المكتبات الأردنية كافة (الوطنية، والأكاديمية، والعامة، والمدرسية، والمتخصصة، والخاصة،...إلخ)، لحصر جميع التسجيلات الببليوغرافية وملفات الاستناد وسجلات المقتنيات لأوعية المعلومات كافة التي تتضمنها المكتبات المشاركة وإتاحتها مجاناً لجميع المستفيدين.

يتوافر في الأردن كلّ أنواع المكتبات ومراكز المعلومات: المكتبة الوطنية التي تضم المطبوعات الصادرة في الأردن وعن الأردن، إضافة إلى الأرشيف الوطني بما في ذلك المراسلات الرسمية والقوانين والأنظمة والتسجيلات الصوتية والأفلام ذات الطابع الوطني. وهناك مكتبات أكاديمية ومكتبات عامة ومكتبات مدرسية ومتخصصة. ويتوافر في معظم هذه المكتبات فهارس مقروءة آلياً أو تقليدية أو لا يوجد، وقد لا تكون معيارية من حيث التكنولوجيا التقنية والجودة أو الوصف في الإتاحة والوصف "اكتشاف المعرفة"، وإن العديد من المكتبات الكبرى تتضمن مجموعات مكتبية تكاد تكون متكررة، وتمتلك المكتبات المتخصصة والخاصة مجموعات منفردة من حيث المحتوى أو الشكل، وقد تكون مخطوطات أو كتباً نادرة أو أفلاماً أو دوريات أو رسائل جامعية.

وحسب علم اللّجنة، فلا يوجد فهرس موحد لهذه المكتبات عدا الجهد الذي تقوم به المكتبات الجامعية الحكومية (10 مكتبات؛ بقيادة مركز التميز)، إضافة إلى الجهد الذي تقوم به حالياً المكتبات التابعة للجامعات الخاصة لتأسيس فهرس موحد خاص بها. وهذا لا يمنع من وجود فهارس تضم المكتبات الفرعية المنضوية تحت لواء مكتبة معينة.

ومن هنا، فإن إنشاء الفهرس الأردني الموحد جاء احتفالاً بالمناسبة الكريمة، ولسدّ حاجة ماسّة يواجهها الباحثون من أجل تحديد إن كان مورد المعلومات المعين موجوداً في الأردن وفي أي مكتبة وكيف يمكن الوصول إليه ضمن سجل إلكترونيّ في قاعدة بيانات ببليوغرافية واحدة فيها محتويات كلّ المكتبات في الأردن؟ وثمّة عدد من المبررات الفنية والمهنية التي تدفع باتجاه القيام بهذا المشروع، أهمها:

  • سد فجوة حضارية مهنية وأكاديمية ناتجة عن غياب فهرس وطني موحد جامع كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى.
  • إبراز أهمية الرصد الببليوغرافي وملفات الاستناد وسجلات المقتنيات للنتاج الفكري الأردني وتوزيعه في المكتبات الأردنية بأشكاله كافة.
  • إنجاز مشروع الفهرس الأردني الموحد يعد ذخيرة ركيزة مهنية أساسية- بنية أساسية للعاملين في المكتبات ومراكز المعلومات وللباحثين والناشرين.
  • الدفع باتجاه تشجيع استخدام التقنينات (المواصفات/ الممارسات) الدولية الخاصة بإدارة المعرفة في المكتبات الأردنية للوصول بها إلى العالمية والتميز.

لزيارة موقع الفهرس الأردني الموحد للبحث عن الكتب، انقر هنا.